إمارة أبوظبي، الصحراء الخضراء

إمارة أبوظبي، الصحراء الخضراء: دور التصور العام تجاه إعادة الاستخدام المستدام لمياه الصرف الصحي المعالجة في الري الزراعي.

خلال السنوات، تزايد الوعي والقلق بشأن “المياه”. تُعدّ ندرة المياه من أبرز التحديات التي تواجه كوكبنا، إذ تشهد انخفاضًا مستمرًا نتيجةً للطلب الهائل عليها.

يثير القلق في هذا الشأن التوقعات بأن عدد سكان العالم سيزيد بنسبة 50٪ ليصل إلى 9.5 مليار نسمة بحلول عام 2050. مما يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك مياه كافية لدعم الزيادات السكانية بهذا الحجم. ماذا عن الوضع المائي في البلدان الواقعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والتي تشهد تنمية اقتصادية من المرجح أن تؤدي إلى زيادة الطلب على المياه؟ ماذا عن احتياجات الطبيعة من المياه، والتي تعتبر بالغة الأهمية لدعم إنتاج خدمات النظام الإيكولوجي والتنوع البيولوجي؟ ماذا عن آثار (الفشل في الحفاظ على كمية كافية من المياه للخدمات البيئية) على القطاع الزراعي باعتباره أكبر مستهلك للمياه؟ ماذا عن الآثار السلبية لهذا الفشل على قدرة البيئة على توفير الغذاء ودعم الممارسات الزراعية الحديثة؟

جميع هذه التساؤلات تتزايد وتُطرح على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية القاحلة، موطن دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تبرز قيمة المياه بشكل أكبر واستخدام كل قطرة منها بعناية بطريقة مجدية اقتصاديًا وبيئيًا.

تخلص الدراسات والإحصاءات إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتمكن بحلول عام 2050 من تلبية سوى 23% من احتياجاتها من المياه من مواردها المائية.

يعد استهلاك المياه في إمارة أبوظبي الأعلى في العالم (تشير التوقعات إلى أن الطلب على المياه سيزيد بنسبة تزيد عن 30٪ بحلول عام 2030). المياه المحلاة في إمارة أبوظبي هي المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب، بينما المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي للمياه للزراعة والغابات والمرافق، ولكن هذا المورد محدود للغاية ومعرض للخطر.

ومن ثم، ونظرًا لعدم استقرار الوضع المائي وعدم توفر الكثير من المياه العذبة وعدم وجود طريقة عملية للوصول إلى المياه العذبة، يعاني القطاع الزراعي. في خطاب بمناسبة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2013، كانت رسالة قادة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم “المستقبل يعتمد علينا”، معتبرين أن المياه أكثر أهمية بالنسبة لدولة الإمارات من النفط، وذكروا أن الحاجة إلى ابتكار طرق لتلبية الطلب المستقبلي على المياه والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة هي حاجة ملحة لا يمكن إنكارها.

لذلك، من الضروري لإمارة أبوظبي، بصفتها أكبر إمارة في الدولة، أن تُسخّر معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها كمصدرٍ بديلٍ للري، وأن تنظر إلى هذا الأمر كضرورةٍ لا كخيارٍ فحسب.

لا تدخر حكومة إمارة أبوظبي جهدًا لمواجهة تحديات المياه من خلال التطلع نحو إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة كمورد بديل، ولكن هذه الجهود لا تكون الحل الوحيد، ولا تكون فعالة ما لم يكن الناس على دراية بحجم تحديات المياه، وبالتالي تقبّلوا إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري الزراعي.

لذا، يتناول الجانب الأساسي للتعامل مع مياه الصرف الصحي المعالجة للمحاصيل الزراعية جميع الجوانب حتى لو كان هناك تكييف لأفضل التقنيات والجانب الاجتماعي، وهو أحد الجوانب التي لا يمكن تجاهلها.

حتى تاريخه، لا توجد إحصاءات أو بيانات تتعلق بالتصور العام، باستثناء عينة سريعة من الأشخاص أظهرت وعيًا كبيرًا بالحفاظ على المياه، واهتمامًا كبيرًا بتغيير سلوكهم. يثقون في لوائح ورؤى وخطط واستراتيجيات حكومة أبوظبي فيما يتعلق بالجانب الزراعي، وبالتالي، افصحوا عن حماسهم مياه الصرف الصحي المعالجة لاستهلاك المنتجات الزراعية المروية بهذه المياه.

في الختام، حملات التوعية العامة تحظى بالأولوية في أي خطط استراتيجية مستقبلية. ثمة حاجة إلى تطوير سياسة واضحة بشأن الاستخدام الأمثل لمياه الصرف الصحي المعالجة، مع إدراك أن استخدامها يستند إلى أساس الأولوية، وإعطاء ري إنتاج المحاصيل أولوية أكبر مقارنة بري قطاع تنسيق المواقع.

LC Ghada Fayek

المستشارة الأستاذة / غادة فايق

شريك
تقاضي عام

النشرة البريدية

سجل الآن لتصلك أحدث المستجدات القانونية، وآخر الأخبار، والفعاليات القادمة من بن نخيره ومشاركوه.

x

تواصل معنا

أبوظبي : منطقة الكرامة, شارع المطار, بناية الشيخة جميلة, مكتب 206

+971 2 633 9933

دبي : الخليج التجاري, شارع المستقبل, برج ايريس باي, مكتب 1610

+971 4 332 3231

الايميل: [email protected]

الاثنين – الجمعة : 08:00 – 18:00

السبت والاحد : عطلة

x