مجالات تجاور الشريعة الإسلامية كنظام قانوني

تُعد الشريعة الإسلامية نظامًا قانونيًا إلهيًا شاملاً، تختلف جذريًا عن القوانين الوضعية التي يصنعها البشر. ومع ذلك، تتجاور الشريعة والقانون الوضعي في عدة مجالات تشريعية وعملية، مما يخلق منظومة قانونية متكاملة تخدم المجتمع وتحقق العدالة. تستعرض هذه المقالة أهم مجالات هذا التجاور مع إبراز الفروق الجوهرية بين النظامين.

الفرق الجوهري بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية

  • الشريعة مصدرها الوحي الإلهي، فهي ثابتة لا تتغير، وتتمثل فيها قدرة الخالق وكماله، بينما القوانين الوضعية من صنع البشر، تتغير وتتطور حسب الظروف الاجتماعية والسياسية، وتعكس محدودية الإنسان ونقصه.
  • الشريعة تنظم علاقات الإنسان مع الله، ونفسه، والمجتمع، والكون، بينما القانون الوضعي يقتصر على تنظيم العلاقات بين البشر فقط.
  • الشريعة تهدف إلى تحقيق العبودية لله تعالى وإقامة العدل الشامل، بينما القانون الوضعي يركز على تنظيم العلاقات الاجتماعية وتحقيق النظام العام.

مجالات تجاور الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي

الأحوال الشخصية

تُعد الأحوال الشخصية من أبرز مجالات التجاور، حيث تعتمد معظم الدول الإسلامية على أحكام الشريعة في الزواج، الطلاق، الحضانة، والميراث، مع وجود قوانين وضعية مكملة تنظم التفاصيل والإجراءات.

المعاملات المالية والتجارية

تتداخل أحكام الشريعة في تنظيم المعاملات المالية مثل البيع، العقود، وتحريم الربا، مع القوانين الوضعية التي تنظم النشاط الاقتصادي والتجاري، حيث تستلهم القوانين الوضعية مبادئ شرعية لضمان العدالة والشفافية.

العقوبات والجرائم

تحتوي الشريعة على نظام عقوبات خاص (الحدود، القصاص، التعزير)، بينما تعتمد القوانين الوضعية نظامًا جنائيًا مختلفًا، وفي بعض الدول يتم دمج النظامين أو تطبيق الشريعة في جرائم محددة، مما يعكس تجاورًا عمليًا.

الحقوق والواجبات العامة

تنظم الشريعة علاقات الإنسان بالله وبنفسه وبالمجتمع، بينما تركز القوانين الوضعية على تنظيم العلاقات بين الأفراد والمؤسسات، مع تداخل في مجالات مثل حقوق الإنسان والحريات العامة

مصادر التشريع

الشريعة مصدرها وحي إلهي ثابت (القرآن والسنة)، بينما القوانين الوضعية من صنع البشر وتتغير حسب الظروف، مع استلهام القوانين الوضعية لمبادئ الشريعة في صياغة التشريعات

التحديات في التجاور القانوني

  • تعدد المصادر وتعارض النصوص قد يؤدي إلى تضارب في الأحكام، ويتطلب وضع قواعد إسناد واضحة لتحديد القانون الواجب التطبيق.
  • التعدد الديني والثقافي يستدعي مراعاة خصوصيات الأقليات ضمن النظام القانوني، مع السماح بتطبيق قوانين خاصة في بعض المسائل.
  • تحديث التشريعات لمواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية دون الإخلال بثوابت الشريعة يمثل تحديًا مستمرًا.

التجاور في التشريع الإماراتي: نموذج عملي

  • ينص الدستور الإماراتي على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
  • تقنين العديد من أحكام الشريعة في قوانين الأحوال الشخصية والمعاملات المدنية.
  • تطبيق المحاكم الشرعية لأحكام الشريعة في مجالات محددة، مع اعتماد القوانين الوضعية في مجالات أخرى.

الأثر العملي والتوصيات

  • على الأفراد فهم العلاقة بين الشريعة والقانون الوضعي، خاصة في مسائل الأحوال الشخصية، والاستعانة بالخبراء القانونيين.
  • على الشركات مراجعة عقودها وسياساتها لضمان توافقها مع القوانين المستمدة من الشريعة.
  • على المشرعين تعزيز الحوار بين الفقهاء والقانونيين لتطوير منظومة تشريعية متكاملة تحقق العدالة وتواكب العصر.

خاتمة

يشكل التجاور بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية توازنًا بين الثوابت الدينية ومتطلبات العصر الحديث. ويبرز نموذج الإمارات كدراسة حالة ناجحة في دمج النظامين بما يخدم المجتمع ويحقق العدالة. لمزيد من الاستشارات القانونية، يرجى التواصل مع فريقنا المختص.

أسئلة شائعة

هل تطبق الشريعة بالكامل في القوانين الإماراتية؟
تُطبق الشريعة في مجالات معينة كالاحوال الشخصية، بينما تخضع بقية المجالات لقوانين وضعية مستمدة جزئيًا من الشريعة.
كيف يتم حل التعارض بين الشريعة والقانون الوضعي؟
يتم وضع قواعد إسناد تحدد القانون الواجب التطبيق، وغالبًا ما تعطي الأولوية للنصوص الدستورية والقوانين النافذة مع مراعاة الشريعة في المجالات المحددة.
Dr. Abdul Wahhab Abdool

الدكتور عبدالوهاب عبدول

الشريك الإداري

النشرة البريدية

سجل الآن لتصلك أحدث المستجدات القانونية، وآخر الأخبار، والفعاليات القادمة من بن نخيره ومشاركوه.

x

تواصل معنا

أبوظبي : منطقة الكرامة, شارع المطار, بناية الشيخة جميلة, مكتب 206

+971 2 633 9933

دبي : الخليج التجاري, شارع المستقبل, برج ايريس باي, مكتب 1610

+971 4 332 3231

الايميل: [email protected]

الاثنين – الجمعة : 08:00 – 18:00

السبت والاحد : عطلة

x